مجدافيات الأرجل هي مجموعة من القشريات البحرية الصغيرة التي تعيش في مختلف البيئات المائية المتنوعة، وتلعب دورا مهما في النظم البيئية المائية، وتعتبر من أهم الكائنات في الشبكة الغذائية المائية إضافة لاعتبارها من أكثر الكائنات عددا على الأرض بعد الحشرات، وتستطيع العيش في أقسى الظروف البيئية ويوجد منها آلاف الأنواع حيث تصنف إلى عدة رتب وأجناس مختلفة. في هذه المقالة سنستعرض أهم المعلومات والحقائق عن هذه الكائنات المهمة في النظم البيئية.
التصنيف العلمي:
الشعبة: مفصليات الأرجل (Arthropoda)
الشعيبة: القشريات (Crustacea)
الطائفة: مستجذفات الأرجل (Hexanauplia)
الرتبة: مجدافيات الأرجل (Copepoda)
وتنقسم مجدافيات الأرجل إلى عدة رتب فرعية منها: Calanoida - Cyclopoida - Harpacticoida - Siphonostomatoida - Poecilostomatoida
مقدمة تعريفية:
مجدافيات الأرجل هي كائنات صغيرة تنتمي إلى فصيلة القشريات، وتعد من أكثر الكائنات الحية انتشارا وتنوعا حول العالم تحديدا في البيئات المائية، وتعيش في مختلف الموائل المائية كالمحيطات والبحيرات والأنهار والبرك الصغيرة في جميع أنحاء العالم تقريبا، وتستطيع العيش في مختلف الظروف البيئية سواء في المياه شديدة الملوحة أو في المياه العذبة أو في المناطق القطبية، وتتميز بجسمها الانسيابي الصغير الأسطواني الشكل إضافة لأرجل متحركة تساعدها على السباحة بفعالية، وتلعب دورا مهما للغاية في النظم البيئية حيث تستخدم كمؤشر بيولوجي لقياس مدى جودة المياه، إضافة لاعتبارها من أهم الكائنات في الشبكة الغذائية المائية حيث تعتبر غذاء للأسماك الصغيرة والحيتان واليرقات، وتتغذى على الطحالب أو ما يسمى بالعوالق النباتية وبالعوالق الحيوانية الصغيرة وتساعد في إعادة تدوير العناصر الغذائية في الماء بسبب فضلاتها، ويوجد هناك أكثر من 10.000 نوع معروف من مجدافيات الأرجل تصنف إلى عدة رتب وأجناس مختلفة.
الوصف الخارجي:
تتميز مجدافيات الأرجل بشكلها الخارجي المميز والذي يتكون من عدة أجزاء:
- الجسم: عبارة عن جسم مضغوط جانبيا وهو ما يساعده على الحركة والاختباء في الشقوق وبين الصخور والنباتات المائية بسهولة تامة، ويتكون من ثلاثة أجزاء أساسية وهي: الرأس والصدر والبطن.
- الرأس: وهو عبارة عن رأس صغير نسبيا يحتوي على أعضاء حسية متطورة للغاية، ويحتوي رأس مجدافيات الأرجل على عدة أعضاء مهمة من ضمنها: عيون مركبة وكبيرة نسبيا تساعدها على الرؤية في الأماكن المظلمة والمعتمة، إضافة لزوجان من الهوائيات تستخدمهما للاستشعار عن بعد وللتفاعل مع البيئة المحيطة بها، وأيضا يحتوي الرأس على أجزاء فموية متخصصة في الأكل وهي عبارة عن مجموعة من الفكوك تستخدم للإمساك بالطعام وتوجيهه للفم وفي عملية الطحن.
- الصدر: متصل بالرأس من الأمام والبطن من الخلف وهو الجزء الأوسط من الجسم، ويتكون من عدة أرجل قوية ومرنة تساعدها على الحركة والسباحة بسهولة، وتختلف وظائفها حسب موقعها: فالأمامية مخصصة للإمساك بالفرائس وجزئيات الطعام وأما الوسطى والخلفية فوظيفتها تكمن في الحركة والمشي.
- البطن: وهو الجزء الخلفي من الجسم ويتكون من 6 قطع كل قطعة تحمل زوجا من الزوائد البطنية، وفي نهاية البطن يوجد زوائد بطنية تساعدها على التوازن والدفع والتحكم في الاتجاه أثناء السباحة، إضافة لوجود 6 أرجل بطنية مسطحة ومرنة تستخدم كمجاديف في عملية السباحة.
اللون:
يختلف اللون من نوع لآخر حسب بيئته التي يعيش فيها، فنجد هناك العديد من الأنواع تتميز باللون الشفاف وشبه الشفاف بحيث يساعدها على التخفي، ونجد أيضا بعض الأنواع التي تعيش في القاع الصخري أو الرملي تتميز باللون البني أو الرمادي، وأخرى تتلون باللون الأحمر أو البرتقالي وهي الأنواع التي تعيش في المناطق القطبية وفي المياه العميقة، أما اللون الأخضر أو الأزرق فتتميز به الأنواع التي تعيش غالبا بين الطحالب والنباتات المائية.
الحجم:
يختلف حجمها حسب عدة عوامل كالنوع والبيئة والعمر وغيرها، ولكن معظم الأنواع يتراوح طولها بين 5 إلى 15 ملم، وهناك بعض الأنواع تكون أصغر بكثير حيث يصل طولها بين 1 و 2 ملم بينما أنواع أخرى قد تصل إلى أكثر من 30 ملم.
الوزن:
يختلف وزنها هو الآخر من نوع لآخر حيث يتراوح وزنها بين 0.1 و 1 ملغ وقد يصل وزن بعض الأنواع الكبيرة إلى 2 ملغ، ويعتمد وزنها على عدة عوامل كالنوع ومرحلة النمو والبيئة.
الموطن والموئل:
تنتشر مجدافيات الأرجل في مختلف الموائل المائية مثل: المحيطات حيث تتواجد في جميع المحيطات حول العالم، إضافة للمياه العذبة كالبحيرات والأنهار والبرك والمستنقعات، والمياه المالحة كالمناطق الساحلية والمصبات حيث تختلط المياه المالحة بالمياه العذبة، فبعض الأنواع تعيش بالقرب من قاع البحر أو البحيرة، وبعضها يعيش في المناطق الطافية وبعضها يعيش كطفيليات على الكائنات البحرية.
وتتواجد في جميع أنحاء العالم سواء في المناطق الباردة مثل المحيط المتجمد حيث تتواجد بأعداد كبيرة أو في المناطق الاستوائية خاصة في المياه الدافئة وفي الشعاب المرجانية. وتستطيع التكيف مع أغلب الظروف البيئية سواء المياه الدافئة أو الباردة، وتحتاج إلى مستويات كافية من الأكسجين الذائب في الماء لكي تبقى على قيد الحياة.
النظام الغذائي:
تمتلك مجدافيات الأرجل نظاما غذائيا متنوعا حيث تعتمد بشكل كبير على عدة أغذية:
- العوالق النباتية (الطحالب): والذي يعتبر المصدر الغذائي الأساسي لمعظم الأنواع.
- العوالق الحيوانية الصغيرة: مثل اليرقات البحرية.
- المواد العضوية الميتة: حيث تتغذى بعض الأنواع على هذه المواد العضوية التي تتواجد في الماء.
- البكتيريا: تتغذى أيضا على بعض البكتيريا العالقة في الماء.
كيفية الصيد؟:
تستخدم مجدافيات الأرجل أطرافها الفمية لتصفية العوالق النباتية والحيوانية من الماء، وهناك بعض الأنواع التي تصطاد فرائسها بطريقة مباشرة.
التكاثر ودورة الحياة:
غالبا ما تكون فترة التكاثر لدى مجدافيات الأرجل في فترات وفرة الغذاء مثل ازدهار العوالق النباتية، وعادة ما تكون الذكور أصغر حجما من الإناث ولديها قرون استشعار مصممة للإمساك بالأنثى أثناء عملية التزاوج. يقوم الذكر بنقل الحيوانات المنوية إلى الأنثى باستخدام زوائد مخصصة، فتقوم الأنثى بالاحتفاظ بها حتى تأتي مرحلة الاخصاب التي تقع داخل جسم الأنثى، ثم بعدها تضع الأنثى البيض عبر كتل بيضية تلتصق بجسدها أو تطلقها في الماء، ويتراوح عدد البيض الذي تضعه بين 10 إلى 100 بيضة في كل دورة تكاثر.
تستمر فترة الحضانة لدى مجدافيات الأرجل من بضع ساعات إلى بضعة أيام حسب النوع وحسب درجة الحرارة، ثم بعدها تفقس البيضة لتخرج منها يرقات صغيرة للغاية تسمى نوبليوس، ثم تنمو وتتطور تدريجيا لتدخل مرحلة الكوبرويد والتي تشبه فيها البالغين غير أن حجمها لا يزال صغيرا وفي هذه المرحلة تتطور الأطراف والأعضاء التناسلية، ثم تتحول اليرقة إلى مجداف أرجل بالغ لديه أطراف وأعضاء تناسلية كاملة حيث يمكنهم التزاوج والتكاثر.
يمكن أن تكتمل دورة النمو الخاصة به في مدة تتراوح بين أسبوع إلى عدة أسابيع، وتعتمد على عدة عوامل من أبرزها النوع والظروف البيئية، وهناك بعض الأنواع التي تعيش في المياه الباردة قد تستغرق عدة أشهر لإكمال عملية النمو. بعض الأنواع لديها قدرة عالية على التكاثر السريع مما يسمح لها بالتكيف مع مختلف التغيرات البيئية، وبعض الأنواع تنتج بيضا مقاوما للظروف المناخية الصعبة والقاسية.
هناك ظاهرة غريبة تحدث في عالم مجدافيات الأرجل وتسمى التوالد العذري، بمعنى آخر هناك أنواع معينة تستطيع التكاثر بدون حدوث عملية التزاوج، حيث تنتج الإناث بيوضا غير مخصبة وبالتالي تتطور لتفقس فيما بعد، ولكن هذه الظاهرة غير شائعة بالمرة وتحدث فقط عند نقصان الذكور.
كم يعيش مجدافيات الأرجل؟:
تختلف مدة عيشه من نوع لآخر وحسب الظروف البيئية كدرجة الحرارة أو مدى توفر الغذاء أو وجود المفترسات، وفي المتوسط تعيش بين بضعة أسابيع إلى عدة شهور، أما في الظروف المثالية فيمكن لبعض الأنواع العيش لمدة تتراوح بين ستة أشهر و سنة واحدة خاصة في البيئات الباردة، وقد تعيش لمدة قصيرة لا تتعدى الأسبوعين في حال نقص الغذاء أو ارتفاع درجة الحرارة.
المخاطر والتهديدات:
تواجه مجدافيات الأرجل العديد من المخاطر والتهديدات التي تؤثر على بقائها، وتتجلى هذه المخاطر في عدة عوامل من ضمنها:
- تغير المناخ: وتتجلى في ارتفاع درجات الحرارة التي تؤثر بالسلب على دورة حياتها، إضافة إلى تحمض المحيطات والتغيرات التي تحدث في التيارات البحرية مما يؤدي إلى نقص في الموارد الغذائية والطبيعية.
- التلوث: مثل التلوث الكيميائي الذي تسببه المبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة، أو التلوث البلاستيكي حيث إن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة يمكن أن تتراكم في أجسامها، إضافة إلى التلوث العضوي الذي يسببه زيادة المواد العضوية في الماء مما يؤدي إلى نقص الأكسجين.
- فقدان الموائل: مثل تجفيف الأراضي الرطبة أو تدمير الشعاب المرجانية، إضافة إلى التوسع الحضري الذي يؤدي إلى تلوث المياه.
- الصيد الجائر: يكمن في الصيد المفرط للأسماك التي تتغذى على العوالق وبالتالي قد يحدث هذا خللا في الشبكة الغذائية، وأيضا استخدام الشبكات ذات الفتحات الصغيرة قد يؤدي إلى صيده بالخطأ.
- الأنواع الغازية: تتنافس معها بعض الأنواع الغازية على الغذاء والمأوى.
- الازدهار الطحلبي الضار: حيث إن بعض أنواع الطحالب قد تنتج سموما تؤثر على صحة مجدافيات الأرجل، إضافة إلى أن الازدهار الطحلبي قد يستهلك الأكسجين بكثرة في الماء وبالتالي قد يؤدي إلى تهديد حياته.
هل مجدافيات الأرجل مهددة بالانقراض؟:
بشكل عام لا تعتبر مجدافيات الأرجل من الحيوانات المهددة بالانقراض بسبب تنوعها الكبير وأعدادها الهائلة.
جهود الحماية والمحافظة عليه:
- مراقبة جودة المياه من خلال تنفيذ قوانين صارمة للحد من التلوث الكيميائي والعضوي.
- معالجة مياه الصرف الصحي ومراقبة المتسببات للتلوث كالمبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة وغيرها.
- إنشاء محميات بحرية للحد من التلوث والصيد الجائر.
- الحفاظ على البحيرات والأنهار والمستنقعات التي تعتبر موائل جد مهمة لها.
- إعادة تأهيل النظم البيئية كإعادة زراعة الشعاب المرجانية وتنظيف الأنهار الملوثة.
- تجنب الصيد الجائر للأسماك التي تعتمد عليها في نظامها الغذائي.
- استخدام شباك ذات فتحات كبيرة لتجنب صيد الكائنات الصغيرة.
- مراقبة الأنواع الغازية أو إزالتها.
- تعزيز الوعي حول أهميتها ودورها في الشبكة الغذائية.
- تحسين إدارة النفايات وتقليل استخدام الأسمدة.
معلومات عامة:
- تعتبر مجدافيات الأرجل من أكثر الكائنات الحية على كوكب الأرض من حيث العدد.
- بعض الأنواع تستطيع القفز بسرعة كبيرة للغاية من أجل الهروب من الحيوانات المفترسة.
- تعتبر واحدة من أسرع الحيوانات الحية مقارنة بحجمها.
- تعيش في بيئات صعبة للغاية مثل الكهوف المائية المظلمة والينابيع الساخنة والمياه الجوفية.
- تعتبر بعض الأنواع طفيلية حيث تعيش على الأسماك أو الكائنات المائية الأخرى.
- لا تمتلك مجدافيات الأرجل قلبا أو جهازا تنفسيا متطورا.
- أي تغيير في أعدادها يمكن أن يؤثر على صناعة الصيد العالمية باعتبارها غذاء أساسيا للعديد من الأسماك الصغيرة.
- تم إرسال بعض مجدافيات الأرجل إلى الفضاء وتبين أنها قادرة على البقاء على قيد الحياة في الظروف القاسية في الفضاء.
- تم العثور على أحافير لمجدافيات الأرجل تعود إلى 300 مليون سنة.
- معظم مجدافيات الأرجل شفافة مما يساعدها على التمويه وتجنب المفترسات.
- معظمها تمتلك عينا واحدة عادية تتكون من بقعة حساسة، وهي قادرة على اكتشاف الحركة والظلال بسرعة للهروب من المفترسات.
- بعض الأنواع قد تضع بيضا مقاوما يمكنه البقاء لسنوات إلى أن يفقس في الظروف المثالية.