البجع (Pelican) طائر مائي مشهور للغاية بين أوساط محبي الحيوانات، ويرجع السبب في ذلك لشكله الفريد ويتميز بمنقاره الطويل وكيسه الجلدي أسفل المنقار والذي يستخدمه لصيد الأسماك، ويستطيع تخزين عدة لترات من الماء والأسماك في كيسه الجلدي إضافة لقدرته على التحليق لمسافات بعيدة، في هذه المقالة سنتعرف على أهم المعلومات وأغرب الحقائق عن طائر البجع.
التصنيف العلمي:
الشعبة: الحبليات (Chordata)
الطائفة: الطيور (Aves)
الرتبة: البجعيات (Pelecaniformes)
العائلة: البجعات (Pelecanidae)
الجنس: البجع (Pelecanus)
مقدمة تعريفية:
البجع هي طيور مائية تنتمي إلى فصيلة Pelecanidae وهي طيور مائية معروفة بمنقارها الطويل وحوصلتها المرنة التي تستخدمها لصيد الأسماك وتخزينها قبل أن تبتلعها، وغالبا ما يعيش البجع في البيئات المائية كالبحيرات والأنهار والسواحل البحرية وتتواجد في مختلف أنحاء العالم، ويتغذى بشكل أساسي على الأسماك عن طريق صيدها بطرق مختلفة، ويشتهر البجع بقدرته على الطيران بمهارة عالية رغم حجمه الكبير، ويعتبر من أكبر الطيور المائية حجما حيث يصل حجمه إلى 1.9 متر وطول جناحيه يصل إلى 3.5 متر مما يجعله من أكبر الطيور القادرة على الطيران، ويعيش في مجموعات كبيرة تساعده في عملية البحث عن الطعام والبقاء في أمان من الحيوانات المفترسة، ويتكون البجع من 8 أنواع مختلفة يعد البجع الأبيض العظيم أشهرها وأكثرها انتشارا، وتلعب دورا مهما في الحفاظ على توازن النظم البيئية المائية.
الوصف الخارجي:
يتميز البجع بشكله الخارجي الجذاب والفريد من نوعه مما يجعل منه أحد أكثر الطيور تميزا في الطبيعة، إليك وصفا تفصيليا عن شكله الخارجي:
- الرأس: يعتبر رأس البجع كبيرا ومستديرا مقارنة بحجم جسمه، ويتكون من عدة أعضاء أخرى كالعينين والمنقار والحوصلة إضافة لاتصاله بالرقبة.
- العينين: تعتبر كبيرتان نسبيا مما يساعده على الرؤية بوضوح أثناء الطيران وتحت الماء، ويختلف لونها من نوع لآخر فمنها الأسود والبني والرمادي والأزرق الفاتح، ومحاطة بجفون رقيقة تحميها من الماء والغبار.
- المنقار: يعتبر من أبرز ما يتميز به البجع عموما وهو طويل وعريض وضخم حيث يتراوح طوله بين 25 و 45 سم حسب النوع. منحني اتجاه الأسفل قليلا مما يسهل عليه عملية التقاط الأسماك، ويختلف لونه حسب النوع من البرتقالي والأصفر والوردي والرمادي.
- الكيس الجلدي (الكيس الحنجري): كبير ومرن ويوجد أسفل المنقار ويعرف باسم (جراب البجع)، يساعده في اصطياد الأسماك وتخزين الماء مؤقتا قبل ابتلاعه، ويتمدد ليحمل 13 لترا من الماء لكن لا يستخدمه كحقيبة لتخزين الطعام لفترات كثيرة، ويميل لونه للأصفر أو البرتقالي أو الوردي.
- الأذنان: أذنا البجع غير مرئيتين بوضوح لأنها مغطاة بالريش وتوجدان خلف العينين، ويمتلك سمعا حادا يساعده في التعرف على أصوات أفراد مجموعته أو سماع أي خطر يقترب منه.
- الرقبة: تتصل الرقبة برأس البجع وهي طويلة ومرنة تمنحه القدرة على الحركة بحرية وتساعده على التقاط الطعام بسهولة، وتتكون من 23 إلى 25 فقرة عنقية مما يعطيه القدرة على الالتفاف بسهولة ويستطيع أن يثني رقبته على شكل حرف S أثناء الطيران أو أثناء راحته.
- الأجنحة: كبيرة للغاية وقوية تمنحه القدرة على الطيران لمسافات طويلة دون الحاجة لخفقها كثيرا، ويتراوح طول الجناح الواحد حوالي 1.5 متر ويعتبر واحدا من أكبر الأجنحة بين الطيور المائية.
- الريش: يعتبر الريش أمرا ضروريا بالنسبة للبجع حيث يحميه من الماء باعتباره مقاوما للماء بفضل زيوت طبيعية يفرزها من غدة خاصة قرب قاعدة ذيله، ومعظم البجع تمتلك ريشا أبيضا ناصعا إلا بعض الأنواع التي تمتلك ريشا بنيا أو رماديا أو خليطا من الأبيض والأسود أو ورديا فاتحا.
- الأرجل: يمتلك أرجلا قصيرة وقوية للغاية تساعده على السباحة والمشي والإقلاع للطيران، وتتصل بجسمه في الموقع الخلفي تقريبا مما يجعله أكثر كفاءة أثناء السباحة لكن في نفس الوقت يصبح المشي الخاص به على اليابسة بطيئا نوعا ما.
- الأقدام: يمتلك أقدام كبيرة ومسطحة تساعده على توزيع وزنه أثناء المشي على الطين أو الرمال، ويمتلك أربعة أصابع متصلة بغشاء جلدي مما يجعله من أسرع الطيور المائية في السباحة.
- الذيل: يعتبر قصير للغاية مقارنة بحجم جسمه ويتميز بشكله المستدير أو شبه المسطح، ويتكون تقريبا من 24 ريشة قوية ويلعب دورا مهما في مساعدته على التوازن أثناء الطيران والسباحة.
الموطن والموئل:
يشتهر البجع بكونه طائرا مائيا يعيش في المناطق المائية وفي البيئات الساحلية خاصة في الأنهار والبحيرات والمستنقعات والسواحل البحرية ويعيش في مختلف القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية، ويفضل المناطق الدافئة والمعتدلة ولكن يمكنه أن يتكيف مع البيئات الباردة، ودائما ما يبحث عن المسطحات المائية الواسعة التي توفر له الغذاء مثل البحيرات والأنهار والمناطق الساحلية.
أنواع الموائل التي يعيش عليها البجع:
يعيش البجع في بيئات متنوعة سواء في البيئات المائية العذبة أو في البيئات المائية المالحة والساحلية أو في المناطق الجافة وشبه الصحراوية، وإليك أمثلة على ذلك:
البحيرات والبرك الكبيرة: باعتبارها أماكن مثالية بسبب كثرة السمك وتوفر المياه الهادئة.
الأنهار والمستنقعات: خاصة في الأنهار ذات التيارات الهادئة، حيث توفر له بيئة غنية بالغذاء.
دلتا الأنهار: وهي منطقة التقاء الأنهار بالبحر وتعتبر منطقة غنية بالأغذية البحرية.
المحيطات والسواحل البحرية: من الأنواع التي تعيش في هذا الموئل البجع البني حيث يصطاد الأسماك عبر الغوص في المياه المالحة، ويتواجد بكثرة في الخليج المكسيكي وأستراليا وسواحل أمريكا الجنوبية.
الخلجان والمصبات: يوفر هذا الموئل مكانا مناسبا للغذاء الوفير والمياه الهادئة.
الجزر البحرية: تعتبر كمناطق للتعشيش وهي آمنة وبعيدة عن المفترسات.
المناطق الجافة وشبه الصحراوية: من الأنواع القادرة على العيش في هذا الموئل البجع الأسترالي، حيث يعتمد على البحيرات المالحة والأنهار الموسمية.
النظام الغذائي:
يشتهر البجع باعتباره آكلا للسمك من الدرجة الأولى لكنه في المقابل يتغذى على كائنات مائية أخرى، ويعتمد في توفيره للغذاء على الصيد في البيئة الخاصة به باستخدام منقاره الكبير الذي يساعده على التقاط الفريسة وتخزينها مؤقتا في الحوصلة قبل أن يتغذى عليها، وإليك قائمة بأبرز الأغذية التي يتغذى عليها البجع:
- الأسماك: وهو الغذاء الرئيسي والأساسي حيث يشكل نسبة تتراوح بين 80 و 90 ٪ من نظامه الغذائي، ويتغذى على مختلف أنواع الأسماك الصغيرة والمتوسطة المتوفرة في البيئة المتواجد فيها كالسردين والسمك الأبيض والأنشوجة وسمك الشبوط وغيرها.
- الكائنات البحرية الأخرى: في حالة عدم توفر الأسماك فإنه يتغذى على الضفادع والبرمائيات وسرطان البحر والرخويات والحشرات المائية.
- الطيور الصغيرة والصيصان: نادرا ما يقوم البجع بأكل صغار الطيور مثل فراخ النورس أو البط ولكن يمكن أن يحدث أثناء فترة نقص الغذاء فيضطر البجع وتحديدا البجع الأبيض الكبير للقيام بهذا السلوك النادر.
- النباتات والمخلفات: البجع ليس كائنا نباتيا لكنه قد يبتلع بعض النباتات المائية عن طريق الخطأ أثناء الصيد، وقد يأكل بقايا الأكل في المناطق البشرية.
كيف يصطاد البجع؟:
يصطاد البجع فريسته عبر عدة طرق مختلفة:
- الصيد الجماعي: مثل البجع الأبيض الكبير الذي يصطاد في مجموعات بحيث يسبحون معا في شكل نصف دائرة ويقومون باستخدام أجنحتهم لدفع الأسماك نحو المياه الضحلة مما يسهل اصطيادها.
- الصيد الفردي: مثل البجع البني الذي يعتمد على أسلوب الغوص من الهواء لالتقاط الأسماك، حيث يطير فوق سطح الماء على ارتفاع 20 مترا تقريبا ثم يغوص بسرعة ويقوم بفتح منقاره لالتقاط فريسته.
- استخدام الحوصلة: عند الامساك بالفريسة يقوم بتخزينها مؤقتا في الحوصلة، ثم يرفع رأسه بعد ذلك للقيام بعملية تصفية الماء الموجود قبل أن يقوم بابتلاع الفريسة كاملة.
- سرقة الطعام: يسرق البجع الطعام في بعض الأحيان من الطيور الأخرى، وقد يتبعون قوارب الصيد لسرقة الأسماك منها.
كم يعيش البجع بدون أكل؟:
تعتمد مدة بقاء البجع بدون أكل على عدة عوامل منها النوع والعمر والحالة الصحية ودرجة الحرارة، ولكن بشكل عام يمكن للبجع البقاء بدون أكل لأيام بشرط توفر الماء، فمثلا البجع البالغ يستطيع البقاء من 5 إلى 10 أيام بدون أكل بشرط أن تكون حالته الصحية جيدة وأن يتوفر على مخزون من الدهون، أما بالنسبة للبجع الصغير أو الضعيف قد لا يتحمل أكثر من 3 إلى 5 أيام بدون أكل.
كمية الطعام التي يحتاجها البجع؟:
يحتاج البجع البالغ بشكل عام من 1 إلى 2 كجم من الطعام يوميا، وفي فترة التكاثر يحتاج لكمية أكثر لإطعام الصغار أيضا.
السلوك والحياة الاجتماعية:
يعتبر البجع من الكائنات الاجتماعية حيث يعيش في مجموعات كبيرة تتفاعل فيما بينها بطرق وأساليب متنوعة، ويشهر ببعض السلوكيات الاجتماعية مثل الصيد الجماعي والتزاوج في مستعمرات والهجرة لمسافات طويلة.
يفضل البجع العيش ضمن مستعمرات كبيرة قد تتكون من عشرات إلى آلاف الأفراد باعتباره حيوانا اجتماعيا بامتياز، وهذه المجموعات توفر له الحماية الجزئية من الحيوانات المفترسة وتساعده على تبادل المعلومات حول أماكن الطعام، ويمكن لهذه المجموعات أن تتشكل في الأنهار والبحيرات والسواحل خاصة في موسم التكاثر.
ومن المعروف على البجع على أنه طائر مسالم بشكل عام، حيث يتفاعل بشكل ودي مع أفراد نوعه ولا يقوم بمهاجمة الكائنات الأخرى بلا أي سبب بل ويفضل الهروب والابتعاد قدر المستطاع عن التهديدات التي تحوم حوله، ويتعامل مع الطيور المائية الأخرى بسلام ما لم يوجد هناك صراع على الغذاء أو مناطق التعشيش، ويمكن أن يعتاد على تواجد البشر في المحميات والحدائق، ولكن رغم كل هذا قد يصبح البجع عدوانيا أثناء دفاعه عن صغاره أو الدفاع عن العش الخاص به أو في حال التنافس على الطعام مع الطيور الأخرى كطيور النورس، أو عند شعوره بأنه محاصر أو مهدد أو أثناء فترة التزاوج حيث يتقاتل الذكور على الإناث.
يعتمد البجع في التفاعل مع أفراد نوعه على التواصل البصري والجسدي والصوتي للتعبير عن مشاعره أو للتحذير من الأخطار أو لتنظيم سلوك المجموعة أو للتفاعل أثناء الزواج، إليك بعض الوسائل التي يعتمدها البجع للتواصل:
- التواصل الصوتي: بإمكان البجع أن يستخدم أصواتا متنوعة على الرغم من كونه ليس من الطيور الصاخبة مثل:
- الهدير والهمهمة: تستخدم للتواصل بين الأزواج أو الأفراد القريبين من المستعمرة دون حاجته لرفع الصوت.
- الهسهسة والنفخ: يستخدم هذه الأصوات عندما يشعر بالخطر فيقوم بتحذير الطيور الأخرى أو بتحذير الحيوانات المفترسة من الاقتراب.
- نقر المنقار: يقوم الذكر أثناء التزاوج بإصدار أصوات نقر خفيفة بمنقاره كجزء من طقوس الخطوبة، ويستخدمها أيضا للدفاع عن العش أو أثناء التفاعل مع الصغار.
- أصوات الصغار: تصدر الفراخ أصوات صفير أو نقيق لجذب انتباه الوالدين وطلب الطعام عندما تكون جائعة.
- التواصل الجسدي: يعتمد البجع بشكل كبير على لغة الجسد للتعبير عن مشاعره ولنقل رسائله للطرف الآخر ومن بين أبرز الحركات:
- هز الرأس بسرعة: يستخدم هذه الحركة عندما يكون متوترا أو أثناء التفاعل مع الأزواج.
- رفع المنقار للأعلى: تعبر عن الاستعداد للتزاوج أو عن الهيمنة داخل المجموعة.
- التلويح بالأجنحة: تستخدم هذه الحركة لتحذير الطيور الأخرى ولإخافة المنافسين، وتستخدم أثناء المغازلة لإظهار القوة والجاذبية.
- نفخ الحوصلة: بعض الأنواع كالبجع الدلماسي يقوم بنفخ حوصلته كإشارة منه على الهيمنة ويستخدمها أثناء التزاوج أيضا.
- الاصطفاف أثناء الصيد: أثناء عملية الصيد الجماعي يتحرك البجع في خط مستقيم أو نصف دائري لدفع الأسماك إلى منطقة ضحلة وبالتالي يسهل عليهم عملية الصيد.
- التواصل البصري: تغير لون الجلد حول المنقار والعينين لدى بعض الأنواع وذلك في فترة التزاوج وهي إشارة لجذب الشريك، إضافة للاتصال البصري داخل المجموعة حيث يستخدم نظرات حادة مباشرة كنوع من التحذير والتحدي، وقد يكون التواصل بالعين وسيلة لتنظيم الحركة أثناء الطيران أو أثناء الصيد الجماعي.
ظاهرة الهجرة لدى البجع:
يعتبر البجع من الطيور المهاجرة بشكل أساسي حيث يقوم بالهجرة لماسافات طويلة للبحث عن ظروف بيئية توفر له الغذاء والأمان والتكاثر، وتختلف أنماط الهجرة حسب النوع فبعضها يكون مهاجرا بشكل كامل وبعضها الآخر يكون مقيما دائما في منطقة ما، وتبدأ عملية الهجرة غالبا في فصل الخريف إلى مناطق دافئة، ثم في فصل الربيع يعود البجع إلى مناطقه بعد انتهاء فصل الشتاء، ويقطع آلاف الكيلومترات وبالتالي يبذل مجهودا بدنيا كبيرا، إضافة لمخاطر عديدة تتمثل في العواصف والرياح القوية ونقص في الغذاء وقد يواجه بعض المفترسات كالصقور أو الطيور الجارحة، ويعتبر البجع الأبيض الكبير والبجع الأبيض الأمريكي من أشهر أنواع البجع المعروفة بالهجرة، ومن العوامل الرئيسية لقيام البجع بالهجرة: التغيرات في درجات الحرارة إضافة للجفاف والمطر ومدى توفر الغذاء. عند هجرته يستخدم البجع تشكيلا في الطيران على شكل V تساعده في تقليل مقاومة الهواء وتحافظ على الطاقة أثناء قطع مسافات طويلة، وعادة ما يكون قائد السرب هو الطائر الأقوى بين المجموعة.
التكاثر ودورة الحياة:
يختلف موسم التكاثر لدى البجع على حسب نوعه وبيئته ولكن غالبا ما يحدث في فصل الربيع أو الصيف عندما تكون الظروف البيئية مواتية، ففي هذه الفترة تتبدل ألوان بعض الأنواع خاصة المناقير والجراب بهدف جذب الشريك. يقوم الذكر ببعض الحركات كنوع من المغازلة كاهتزاز الرأس والرفرفة بالجناحين والنقر بالمنقار لإثارة انتباه الأنثى.
عندما تختار الأنثى الشريك المناسب تحدث عملية التزاوج بينهما ويبقى الذكر مع الأنثى طوال فترة التكاثر وفي بعض الأنواع يبقى الذكر مع الأنثى مدى الحياة. ثم بعدها تأتي مرحلة بناء العش من الأغصان والأعشاب والريش والطين وتكون في مكان آمن ومرتفع لتجنب الفياضانات.
تضع الأنثى من 1 إلى 3 بيضات وأحيانا أكثر على حسب النوع، ويشارك الذكر الأنثى في عملية احتضان البيض بالتناوب حيث تستمر هذه المرحلة مدة تتراوح بين 25 إلى 40 يوم، وبعدما يحين موعد الفقس تقوم الصغار بكسر قشرة البيض من الداخل بمناقيرها وقد تستمر هذه العملية لعدة ساعات متواصلة، وتخرج الصغار عمياء لا ترى شيئا وعارية تقريبا بدون زغب وبالتالي يكون اعتمادها الكلي على الأبوين في التغذية والحماية.
يستخدم الأبوان طريقة القلس وهي استخراج الطعام المهضوم جزئيا من معدتهم ووضعه في مناقير الفراخ، وفي بعض الأنواع يدخل الصغير رأسه في جراب الأبوين للحصول على الطعام، ويستمر الوالدين في إطعام الصغار إلى أن تتقن الصيد بنفسها، وتنمو الصغار بسرعة فبعد أسابيع قليلة يبدأ الريش بالظهور، وبعد 10 إلى 12 أسبوعا يبدأ الصغار بالتدرب على الطيران.
بعد أن تتعلم الطيران بشكل كامل تبقى فترة قصيرة مع الأبوين قبل أن تسلك طريق الاستقلالية الذاتية وتنظم لمجموعات من الطيور الشابة بعد 4 أو 5 شهور تقريبا من الفقس، ويصل البجع عموما للنضج الذي يخول له التزاوج بين 3 إلى 5 سنوات حسب النوع والبيئة، وخلال هذه الفترة يتعلم مهارات وسلوكيات جديدة مثل التفاعل مع أفراد المستعمرة وتقنيات الصيد والتزاوج.
كم يعيش البجع؟:
عادة ما يعيش البجع من 15 إلى 30 سنة في البرية، أما في الأسر فقد تصل الفترة إلى 40 سنة وأكثر حيث تتوفر له العناية والحماية.
أنواع البجع:
يتكون البجع من 8 أنواع رئيسية وهي:
- البجع الأبيض العظيم: ينتشر في أوروبا وأفريقيا وآسيا ويتميز بريش أبيض نقي وأجنحة ذات أطراف سوداء ومنقار ضخم أصفر أو وردي، ويتغذى بشكل أساسي على الأسماك ويعيش غالبا في مستعمرات كبيرة قرب المياه العذبة.
- البجع الدلماسي: يتواجد في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى والهند، ويعد أكبر أنواع البجع حيث يصل طول جناحيه إلى 3.5 متر.
- البجع البني: يعيش في سواحل أمريكا الجنوبية والشمالية ويعتبر أصغر أنواع البجع.
- البجع البيروفي: ينتشر في سواحل بيرو وتشيلي ويتغذى على الأسماك وعادة ما يعيش ضمن مجموعات.
- البجع الأسترالي: يتواجد في أستراليا وغينيا الجديدة وبعض الجزر في المحيط الهادئ، حيث يتميز بريشه الأبيض الناصع وأجنحة سوداء ومنقار طويل وردي اللون يعتبر أطول منقار في عالم الطيور.
- البجع الأمريكي الأبيض: ينتشر في أمريكا الشمالية خاصة في كندا والمكسيك ويمتلك ريشا أبيض اللون مع أطراف أجنحة سوداء ومنقار أصفر يتحول إلى البرتقالي في فترة التزاوج.
- بجع رمادي الظهر: يتواجد في أفريقيا حول البحيرات والأنهار، ويتميز بريش رمادي فاتح ورأس وردي ومنقار أصفر، ويعتمد هو الآخر على الأسماك كغذاء رئيسي حيث يعيش في المياه العذبة.
- البجع الفلبيني: ينتشر في جنوب آسيا خاصة في الفلبين والهند وسريلانكا وإندونيسيا، ويعيش في الأراضي الرطبة مثل الأنهار والبحيرات، ويتميز بلونه الرمادي مع بقع بنية على الأجنحة.
التهديدات والمخاطر:
رغم تواجد البجع في الكثير من المناطق حول العالم وانتشاره بشكل كبير إلا أنه يواجه العديد من التحديات والمخاطر التي تهدد استمراره وتواجده في بعض المناطق، وهذه بعض التهديدات التي يعاني منها البجع:
- فقدان الموائل الطبيعية: وتأتي من تدمير الأراضي الرطبة حيث يساهم هذا الفعل في تجفيف البحيرات والمستنقعات لأغراض زراعية إضافة للزحف العمراني البشري مما يؤدي لفقدان أماكن التغذية والتعشيش.
- التلوث البيئي: تلوث المياه بالمواد الكيميائية والمخلفات الصناعية تهدد صحة الأسماك التي يعتمد عليها البجع بشكل رئيسي، إضافة للتلوث بالبلاستيك والتي قد يبتلعها البجع مما يسبب انسداد جهازه الهضمي ويؤدي إلى نفوقه.
- التشابك في معدات الصيد: في بعض الأحيان قد يقع البجع ضحية للخيوط والشباك التي يخلفها الصيادين وراءهم مما يسبب إصابته أو غرقه.
- التغير المناخي: وتأتي من ارتفاع درجة الحرارة التي تؤثر على توفر المياه العذبة والأسماك، إضافة للعواصف والفيضانات التي تدمر الأعشاش وتؤدي لفقدان البيض والصغار على حد سواء.
- الصيد غير القانوني: حيث يتم صيد البجع من أجل لحمه وبيضه وريشه.
- اضطهاد الصيادين: قد ينظر بعض الصيادين للبجع كمنافس لهم مما يؤدي إلى التسبب في موته في الكثير من الأحيان.
- الأمراض والأوبئة: خاصة الأوبئة و الأمراض التي تنقلها الطيور المهاجرة وأبرزها انفلونزا الطيور.
هل البجع مهدد بالانقراض؟:
على الرغم من أن معظم أنواع البجع غير مهددة بالانقراض، إلا أن بعضها قد يواجه مخاطر كبيرة تهدد استمراريته، ومن أكثر الأنواع المهددة بالانقراض نجد هناك البجع الدلماسي والذي يعتبر من الأنواع المهدد بالانقراض، حيث تراجعت أعداده بشكل كبير للغاية بسبب فقدانه للموئل الطبيعي والصيد الجائر والتغير المناخي، إضافة للبجع البيروفي والهندي القريبين من التهديد بالانقراض والذين يحتاجان لمراقبة شديدة ومستمرة، أما باقي الأنواع الأخرى فحالتها مستقرة وفقا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة IUCN.
جهود الحماية والمحافظة عليه:
هذه بعض الإجراءات التي يجب اتخاذها لحماية هذه الطيور:
- إنشاء محميات طبيعية لحماية أماكن تكاثره وتغذيته.
- منع تجفيف الأراضي الرطبة التي يعتمد عليها للغذاء والتعشيش.
- تقليل استخدام البلاستيك الذي من الممكن أن يبتلعه البجع وبالتالي يسبب نفوقه.
- حظر المواد الكيميائية السامة التي تتسبب في تلوث المياه.
- تنظيف الموائل الطبيعية من المخلفات والنفايات.
- فرض قوانين صارمة تحد من الصيد الجائر للبجع أو الإضرار به.
- توفير مصايد أسماك مستدامة لضمان بقاء الغذاء للبجع.
- تثقيف المجتمعات المحلية حول الأهمية التي يلعبها البجع في النظام البيئي.
- متابعة انتشار الأمراض التي تؤثر عليه وأبرزها انفلونزا الطيور.
أمثلة على بعض الجهود الناجحة؟:
- تم إعادة توطين البجع الدلماسي في بعض المناطق في أوروبا من خلال توفير محميات آمنة له.
- منع استخدام مبيد DDT في الولايات المتحدة الأمريكية والذي كاد يتسبب في انقراض البجع البني، مما ساعد في تعافيه والحد من خطر انقراضه.
معلومات عامة عن البجع:
- يغير البجع ريشه سنويا حيث يتخلص من الريش التالف وينمو ريش جديد، وأحيانا خلال فترة التبديل لا يستطيع الطيران لفترة قصيرة حتى يكتمل نمو الريش الجديد.
- يمتلك البجع الأسترالي أطول منقار في عالم الطيور حيث يبلغ طول منقاره تقريبا 50 سم.
- لا يستخدم البجع جرابه الجلدي لتخزين الطعام بل يستخدمه لصيد الأسماك وتصفيتها من الماء قبل ابتلاعها.
- يمتلك البجع غدة خاصة لإخراج الملح من جسمه وبالتالي يمكن له عند الضرورة شرب الماء المالح.
- في فترة الحر الشديد يقوم البجع برفرفة حلقه بسرعة لتحريك الهواء وتبريد جسمه.
- يعتبر البجع من أقدم الطيور الموجودة اليوم على سطح الأرض حيث يعود تاريخ الحفريات الخاصة به إلى 30 مليون سنة.
- يستطيع البجع الدلماسي أن يطير لمسافة 500 كيلومتر في اليوم الواحد.
- بعض الثقافات في العصور الوسطى جعلت من البجع رمزا للتضحية بسبب اعتقادهم أن البجع يجرح صدره لتغذية صغاره بدمه.
- كان ينظر للبجع على أنه رمز للخصوبة والحماية في الحضارة المصرية القديمة.
- أعداؤه الرئيسيون في الطبيعة هم النسور والثعالب والتماسيح وبعض أسماك القرش.
- لا يغوص البجع في الماء كباقي الطيور المائية باستثناء البجع البني.
- يستطيع الطيران لمسافات طويلة للغاية دون بذل مجهود كبير حيث يستخدم تيارات الهواء الدافئة للصعود إلى ارتفاعات عالية.
- عندما يشعر الصغار بالجوع يقومون بضرب رؤوسهم على منقار الأبوين لإطعامهم.
- خلال موسم التزاوج يتحول لون منقار بعض أنواع البجع إلى البرتقالي أو الأحمر الزاهي لجذب الإناث.
- يستخدم قدميه بدل ريشه أثناء فترة حضانة البيض مما يساهم في الحفاظ على درجة حرارة مستقرة وثابتة.
- تتوفر عينيه على غشاء شفاف تعمل أثناء الغوص في الماء مما يسمح له بالرؤية بوضوح أثناء الصيد.
- يستطيع الطيران بسرعة كبيرة للغاية قد تصل إلى 65 كم في الساعة خصوصا البجع الدلماسي.
- عندما يهاجر البجع لمسافات طويلة يدخل في حالة النوم الجزئي حيث ينام نصف دماغه ويبقى النصف الآخر يقظا لمراقبة المسار.
- يستطيع البجع قياس درجة حرارة البيض بمنقاره في مرحلة احتضان البيض.
- يستطيع التعرف على صغاره بسهولة من بين آلاف الصغار على الرغم من التشابه بينهم، ويستطيع معرفة صغاره من خلال الصوت والرائحة.
- يمكن للبجع التحليق لارتفاعات كبيرة تصل إلى 3000 متر أثناء الهجرة.
- يستطيع أن يسبح بسرعة تصل إلى 6 كم في الساعة وهي سرعة تفوق أمهر السباحين البشر.