أسرار لا تعرفها عن حياة الفقمة
هل تساءلت يوما كيف تستطيع تلك الثدييات الممتلئة ذات العيون الكبيرة أن تغوص لأعماق سحيقة وتحبس أنفاسها لدقائق طويلة، أو كيف تلد وترضع صغارها على الشواطئ الجليدية المتجمدة؟ إنها الفقمة Seal، سيدة البحار الباردة والسباحة الماهرة التي تجمع بين الرشاقة في الماء والبطء على اليابسة. لكن، هل تعلم أن بعض أنواع الفقمات تستخدم شواربها الحسّاسة جدا لرؤية فريستها في المياه المظلمة، وأن حليبها أغنى بالدهون من الكريمة المخفوقة؟ انضم إلينا في رحلة لاستكشاف عالم هذه الكائنات البحرية المذهلة؛ سنتعرف على تكيفاتها الفريدة مع الحياة المائية، وأنواعها المتعددة، وسلوكها الاجتماعي، والتحديات التي تواجهها في عالم متغير.
![]() |
الفقمة: سبّاحة ماهرة في أعماق البحار |
التصنيف العلمي للفقمة:
- المملكة: الحيوانات (Animalia)
- الشعبة: الحبليات (Chordata)
- الصف: الثدييات (Mammalia)
- الرتبة: اللواحم (Carnivora)
- الفصيلة: الفقميات أو عائلة الفقمات (Phocidae)
مقدمة تعريفية شاملة عن الفقمة:
الفقمة هو الاسم الشائع لمجموعة من الثدييات البحرية آكلة اللحوم تنتمي إلى رتبة زعنفيات الأقدام (Pinnipedia). تتميز هذه الحيوانات بقدرتها على العيش في كل من البيئة المائية والبرية (أو الجليدية)، حيث تقضي معظم وقتها في البحر للبحث عن الطعام ولكنها تعود إلى اليابسة أو الجليد للراحة والتكاثر وتربية صغارها. تشتهر الفقمة بجسمها الانسيابي المغطى بالفراء، وأطرافها التي تحولت إلى زعانف للسباحة، وطبقة سميكة من الشحم تحت الجلد توفر لها العزل الحراري في المياه الباردة.
تنقسم زعنفيات الأقدام بشكل رئيسي إلى مجموعتين كبيرتين غالبا ما يُشار إليهما باسم الفقمة: الفقمات الحقيقية أو عديمة الأذن (عائلة Phocidae)، وفقمات الأذن أو عجول البحر وأسود البحر (عائلة Otariidae). تتميز الفقمات الحقيقية، وهي محور تركيزنا الأساسي هنا، بعدم وجود صيوان أذن خارجي، وبزعانفها الخلفية التي تتجه للخلف دائما ولا يمكن استخدامها للمشي على اليابسة (تتحرك بالتموج)، بينما تمتلك فقمات الأذن آذانا خارجية صغيرة ويمكنها تحريك زعانفها الخلفية للأمام للمشي بشكل أفضل على اليابسة.
تنتشر أنواع الفقمة المختلفة في محيطات العالم، مع تركيز أكبر في المياه الباردة والمعتدلة في كلا نصفي الكرة الأرضية، على الرغم من وجود أنواع استوائية نادرة مثل فقمة الراهب. تلعب الفقمة دورا هاما في النظم البيئية البحرية كمفترسات و كفريسة، وتعتبر مؤشرا على صحة المحيطات. واجهت العديد من أنواع الفقمة تهديدات خطيرة في الماضي بسبب الصيد التجاري، ولا تزال تواجه تحديات حالية مثل تغير المناخ والتلوث وفقدان الموائل والتفاعلات مع مصايد الأسماك.
الوصف الخارجي للفقمة:
يمثل الشكل الخارجي للفقمة تحفة من التكيف مع الحياة المائية، حيث يجمع بين الانسيابية الهيدروديناميكية والعزل الحراري الفعال. جسمها أسطواني وممتلئ، مغطى بالفراء ومبطن بطبقة سميكة من الشحم، مع أطراف تحولت إلى زعانف قوية. دعنا نتعرف على تفاصيل بنيتها الجسدية.
- الجسم: جسم الفقمة انسيابي للغاية ومغزلي الشكل، مما يقلل من مقاومة الماء ويتيح لها السباحة بكفاءة وسرعة. يغطى الجسم بطبقة من الفراء القصير والكثيف (يختلف لونه وكثافته حسب النوع والعمر والموسم)، وتحتها توجد طبقة سميكة جدا من الشحم تعمل كعازل حراري ممتاز للحفاظ على درجة حرارة الجسم في المياه الباردة، وكمخزن للطاقة، وتساعد أيضا في الطفو.
- الرأس: رأس الفقمة مستدير بشكل عام ومتصل بعنق قصير وسميك (أو قد يبدو العنق غائبا تقريبا في بعض الأنواع).
- العيون: عيون الفقمة كبيرة جدا ومكيفة للرؤية جيدا تحت الماء وفي ظروف الإضاءة المنخفضة. غالبا ما تبدو داكنة ومعبرة. تمتلك غشاءً رامشا لحماية العين تحت الماء، وتفرز دموعا زيتية للحفاظ على رطوبة العين على اليابسة.
- الأنف: يقع الأنف في مقدمة الخطم، وفتحات الأنف تكون عادة على شكل شقوق يمكن إغلاقها بإحكام لمنع دخول الماء أثناء الغوص. حاسة الشم جيدة على اليابسة وتستخدم للتعرف على الصغار أو اكتشاف الخطر، ولكنها محدودة تحت الماء.
- الشوارب: تمتلك الفقمة شوارب طويلة وسميكة وحساسة للغاية حول الخطم. تعتبر هذه الشوارب أعضاء حسية بالغة الأهمية، حيث يمكنها اكتشاف الاهتزازات الدقيقة في الماء الناتجة عن حركة الأسماك أو الفرائس الأخرى حتى في الظلام الدامس أو المياه العكرة، مما يساعدها في تحديد موقع الفريسة ومتابعتها.
- الأذنان: الفقمات الحقيقية تفتقر إلى صيوان الأذن الخارجي، ولديها فقط فتحة أذن صغيرة خلف العين. أما فقمات الأذن فلديها صيوان أذن خارجي صغير ولكنه واضح. حاسة السمع جيدة في الهواء وتحت الماء.
- الفم والأسنان: الفم مزود بأسنان حادة ومخروطية الشكل أو معقدة (تختلف حسب النوع والنظام الغذائي) تستخدم للإمساك بالفرائس الزلقة مثل الأسماك والحبار وتمزيقها، ولكنها لا تمضغ الطعام عادة بل تبتلعه كاملا أو قطعا كبيرة.
- الزعانف: أطراف الفقمة تحولت إلى زعانف مسطحة وقوية:
- الزعانف الأمامية: أقصر نسبيا، وتستخدم بشكل أساسي للتوجيه تحت الماء، وللمساعدة في الحركة (بشكل محدود) على اليابسة في الفقمات الحقيقية، أو لدعم الجسم والمشي في فقمات الأذن. تنتهي بمخالب واضحة.
- الزعانف الخلفية: هي المصدر الرئيسي لقوة الدفع أثناء السباحة في الفقمات الحقيقية، حيث تتحركان معا من جانب إلى آخر مثل زعنفة السمكة. تتجه للخلف دائما ولا يمكن ثنيها للأمام تحت الجسم. في فقمات الأذن، تكون الزعانف الخلفية أكبر ويمكن ثنيها للأمام للمساعدة في المشي أو العدو على اليابسة.
لون الفقمة:
يتنوع لون فراء الفقمة بشكل كبير حسب النوع والعمر والجنس والموقع الجغرافي. تتراوح الألوان الشائعة بين الرمادي الفاتح، والبني، والأسود، والأبيض، وغالبا ما تكون مزينة ببقع أو حلقات أو أنماط مرقطة تساعد على التمويه على الصخور أو الجليد أو في الماء. صغار بعض الأنواع (مثل فقمة القيثارة) تولد بفراء أبيض ناصع.
حجم الفقمة:
يتفاوت حجم الفقمة بشكل هائل. أصغر الأنواع هي فقمة بايكال وفقمة غالاباغوس ذات الفراء، حيث يبلغ طولها حوالي 1 إلى 1.5 متر. أكبر الأنواع هي فقمة الفيل الجنوبية، حيث يمكن أن يصل طول الذكر البالغ إلى أكثر من 6 أمتار.
وزن الفقمة:
يتبع الوزن التنوع الكبير في الحجم. يمكن أن تزن الفقمات الصغيرة حوالي 50 إلى 100 كجم، بينما قد يتجاوز وزن ذكر فقمة الفيل الجنوبية 3,000 كجم (3 أطنان)، مما يجعله أكبر زعنفيات الأقدام على الإطلاق. تظهر العديد من الأنواع ازدواجا جنسيا كبيرا في الحجم، حيث يكون الذكور أضخم بكثير من الإناث (خاصة في فقمات الفيل وأسود البحر).
موطن وموئل الفقمة:
تنتشر الفقمة في جميع محيطات العالم، وتوجد أنواع معينة في بعض البحار الداخلية الكبيرة وحتى في بحيرات المياه العذبة. تفضل معظم الأنواع المياه الباردة أو المعتدلة، ولكن هناك استثناءات تعيش في المناطق الاستوائية. توزيعها يرتبط بتوفر الغذاء وأماكن مناسبة للخروج من الماء.
- المحيط المتجمد الشمالي والبحار المجاورة: موطن للعديد من أنواع الفقمة المتكيفة مع الجليد مثل الفقمة الحلقية، والفقمة الملتحية، وفقمة القيثارة، والفقمة ذات القلنسوة، وفقمة المرفأ (بعض المجموعات)، والفظ.
- المحيط الأطلسي الشمالي: يوجد فيه الفقمة الرمادية، وفقمة المرفأ، وفقمة القيثارة، والفقمة ذات القلنسوة.
- المحيط الهادئ الشمالي: يوجد فيه فقمة المرفأ، والفقمة الرقطاء، وأسد البحر ستيلر، وأسد البحر الكاليفورني، وفقمة الفيل الشمالية، وفقمة الفراء الشمالية.
- المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية: موطن لأنواع نادرة مثل فقمة الراهب المتوسطية، وفقمة الراهب الهاوايئية، وفقمة غالاباغوس ذات الفراء وأسد بحر غالاباغوس.
- المحيط الجنوبي والقارة القطبية الجنوبية: موطن لأنواع فريدة متكيفة مع البرد القارس والجليد البحري، مثل فقمة ودل، وفقمة آكلة السرطان، والفقمة النمرية، وفقمة روس، وفقمة الفيل الجنوبية، وفقمة الفراء القطبية الجنوبية.
- بحيرات المياه العذبة: توجد أنواع أو مجموعات معزولة في بعض بحيرات المياه العذبة الكبيرة، مثل فقمة بايكال في بحيرة بايكال (روسيا)، وبعض مجموعات الفقمة الحلقية وفقمة المرفأ في بحيرات في كندا وفنلندا.
تتطلب حياة الفقمة وجود موائل مائية للبحث عن الطعام وموائل برية أو جليدية للراحة والتكاثر والانسلاخ. تختلف تفضيلات الموائل المحددة بشكل كبير بين الأنواع المختلفة.
- المياه الساحلية والجرف القاري: تقضي معظم أنواع الفقمة وقتها في البحث عن الطعام في المياه فوق الجرف القاري، حيث تتوفر الأسماك والحبار والقشريات بكثرة.
- المياه العميقة والمحيط المفتوح: بعض الأنواع، مثل فقمة الفيل، تقوم برحلات طويلة للبحث عن الطعام في المحيط المفتوح وتغوص لأعماق كبيرة جدا.
- الشواطئ الصخرية والرملية: تستخدم العديد من الأنواع الشواطئ كمواقع للخروج من الماء للراحة والتكاثر، خاصة في المناطق المعتدلة والاستوائية.
- الجليد البحري: يعتبر الجليد البحري موئلا حيويا للعديد من أنواع الفقمة في المناطق القطبية وشبه القطبية. تستخدمه كمنصة للراحة والولادة وتربية الصغار والانسلاخ، وتصطاد في المياه المحيطة به أو تحته.
- الجليد الراسخ: تستخدم بعض الأنواع، مثل فقمة ودل والفقمة الحلقية، الجليد المتصل باليابسة، وتحافظ على فتحات تنفس في الجليد للوصول إلى الماء.
- الكهوف الساحلية: تستخدم فقمة الراهب المتوسطية الكهوف الساحلية المنعزلة كملاذ للراحة والولادة، مما يجعلها عرضة للاضطراب البشري.
- البحيرات الكبيرة: تعيش فقمة بايكال والأنواع الأخرى المحصورة في المياه العذبة في البحيرات الكبيرة وتستخدم شواطئها أو جليدها للراحة والتكاثر.
النظام الغذائي للفقمة:
الفقمة هي حيوان لاحم، ونظامها الغذائي يعتمد بشكل أساسي على الكائنات البحرية التي تستطيع اصطيادها في البيئة التي تعيش فيها. تتميز بقدرتها على الغوص لفترات طويلة ولأعماق متفاوتة للوصول إلى فريستها. دعنا نتعرف على قائمة طعام هذه المفترسات البحرية.
- الأسماك: تشكل الأسماك بأنواعها وأحجامها المختلفة الغذاء الرئيسي لمعظم أنواع الفقمة. تشمل الفرائس الشائعة أسماك القد، والرنجة، والسردين، والأنشوجة، والماكريل، والسلمون، والأسماك القاعية مثل السمك المفلطح والأنقليس.
- رأسيات الأرجل: يعتبر الحبار والأخطبوط مصدر غذاء هام للعديد من أنواع الفقمة، خاصة تلك التي تغوص لأعماق أكبر.
- القشريات: تتغذى بعض الأنواع بشكل كبير على القشريات. فقمة آكلة السرطان في القطب الجنوبي، على الرغم من اسمها، تتغذى بشكل شبه حصري على الكريل باستخدام أسنانها المتخصصة التي تعمل كمصفاة. أنواع أخرى قد تأكل الجمبري والسلطعون وغيرها.
- الطيور البحرية: الفقمة النمرية في القطب الجنوبي هي مفترس شرس يتغذى بشكل كبير على طيور البطريق التي تصطادها في الماء أو عند حافة الجليد. قد تأكل أيضا طيورا بحرية أخرى.
- فقمات أخرى: تفترس الفقمة النمرية أيضا صغار أنواع الفقمات الأخرى، وحتى الفقمات البالغة الأصغر حجما. قد تفترس الفقمات الكبيرة الأخرى مثل أسود البحر أو الفظ صغار الفقمات أحيانا.
- اللافقاريات القاعية الأخرى: قد تأكل بعض الأنواع، مثل الفظ الرخويات ذات الصدفتين (مثل المحار) وغيرها من اللافقاريات التي تجدها في قاع البحر باستخدام شعيراتها الحسية.
ملحوظة: يختلف النظام الغذائي للفقمة بشكل كبير حسب النوع، والموقع الجغرافي، والموسم، وتوفر الفرائس. تستخدم معظم الفقمات بصرها وسمعها وشواربها الحساسة للغاية لتحديد موقع الفريسة تحت الماء، حتى في الظلام أو المياه العكرة.
كم تستطيع الفقمة العيش بدون طعام؟
تمتلك الفقمة قدرة جيدة على تحمل فترات من الصيام، خاصة خلال مواسم معينة من دورة حياتها. طبقة الشحم السميكة لا توفر العزل الحراري فحسب، بل تعمل أيضا كمخزن هائل للطاقة. على سبيل المثال، خلال موسم التكاثر، قد يصوم الذكور المهيمنة (مثل ذكور فقمة الفيل) لأسابيع أو حتى أشهر وهم يدافعون عن مناطقهم، معتمدين كليا على مخزون الشحم. وبالمثل، قد تصوم الإناث لفترات طويلة أثناء إرضاع صغارها على اليابسة أو الجليد. تعتمد المدة الدقيقة على حجم الحيوان، وكمية الشحم المخزنة، والظروف البيئية، ولكن يمكن القول بأن العديد من أنواع الفقمات تستطيع البقاء لأسابيع أو أشهر بدون طعام في ظروف معينة.
السلوك والحياة الاجتماعية للفقمة:
تظهر الفقمة تنوعا كبيرا في سلوكها الاجتماعي، حيث تتراوح من الأنواع الانعزالية نسبيا إلى تلك التي تشكل مستعمرات ضخمة ومكتظة. الفقمات الحقيقية تميل إلى أن تكون أقل اجتماعية على اليابسة مقارنة بفقمات الأذن، وغالبا ما تكون أقل عدوانية في الدفاع عن المناطق. ومع ذلك، تتجمع العديد من أنواع الفقمة الحقيقية بأعداد كبيرة في مواقع الخروج من الماء للراحة أو الانسلاخ، وقد تتجمع للتكاثر أيضا.
تعتمد طرق الصيد لدى الفقمة على قدراتها المائية الاستثنائية. فهي غواصة ماهرة، تستطيع حبس أنفاسها لدقائق طويلة (تصل إلى ساعتين في بعض الأنواع مثل فقمة الفيل) والغوص لأعماق سحيقة (أكثر من 1500 متر لفقمة الفيل) بحثا عن فريستها. تستخدم زعانفها القوية للسباحة والمناورة، وتعتمد على عيونها الكبيرة وشواربها الحساسة لتحديد موقع الأسماك أو الحبار أو القشريات حتى في المياه المظلمة أو العكرة.
تهاجر بعض أنواع الفقمة مسافات طويلة بين مناطق التغذية ومناطق التكاثر أو الانسلاخ. على سبيل المثال، تقوم فقمة الفيل الشمالية برحلات هجرة طويلة جدا في المحيط الهادئ. أنواع أخرى قد تكون مقيمة نسبيا أو تقوم بتحركات موسمية أقصر تبعا لتوزع فرائسها أو تغير الجليد البحري. من عاداتها اليومية قضاء فترات طويلة في الماء للصيد، وفترات أخرى على اليابسة أو الجليد للراحة، والنوم، والتدفئة بالشمس، والتفاعل الاجتماعي، والانسلاخ.
تتواصل حيوانات الفقمة فيما بينها باستخدام مجموعة من الإشارات الصوتية والبصرية واللمسية. طرق التواصل تشمل:
- الأصوات: تصدر الفقمات مجموعة واسعة جدا من الأصوات، تختلف بشكل كبير بين الأنواع. تشمل هذه الأصوات النباح، والهدير، والشخير، والزئير، والنقر، والصفير، والأصوات الشبيهة بالغناء تحت الماء (مثل فقمة ودل). تستخدم هذه الأصوات للتواصل بين الأم وصغيرها، وتحديد المناطق، وجذب الشريك، والتهديد، والحفاظ على التباعد الاجتماعي.
- الإشارات البصرية: تشمل وضعيات الجسم المختلفة (مثل رفع الرأس، وفتح الفم للتهديد)، وحركات الزعانف (مثل صفع الماء)، والتحديق المباشر. حجم الجسم وشكل الأنف (في فقمة الفيل) يلعب دورا في تحديد الهيمنة.
- اللمس: يلعب اللمس دورا هاما في التفاعل بين الأم وصغيرها، وبين الشريكين أثناء التزاوج، وأحيانا في اللعب أو التفاعلات الاجتماعية الأخرى.
التكاثر ودورة حياة الفقمة:
تتكاثر معظم أنواع الفقمة مرة واحدة في السنة، وتختلف تفاصيل دورة حياتها بشكل كبير بين الأنواع المختلفة، خاصة فيما يتعلق بتوقيت ومكان التكاثر، ونظام التزاوج، ومدة رعاية الصغار. يحدث موسم التزاوج عادة بعد فترة قصيرة من موسم الولادة. يختلف نظام التزاوج بشكل كبير: بعض الأنواع تكون أحادية الشريك نسبيا، بينما تكون الغالبية متعددة الشركاء.
في العديد من الأنواع التي تتكاثر في مستعمرات كبيرة على الشواطئ أو الجليد (مثل فقمة الفيل، والفقمة الرمادية، ومعظم فقمات الأذن)، يتنافس الذكور بشراسة للسيطرة على مجموعة من الإناث أو للدفاع عن مناطق التكاثر، ويقوم الذكور المهيمنون والأكبر حجما بإجراء معظم عمليات التزاوج. في أنواع أخرى تتكاثر بشكل متفرق أكثر أو تحت الماء، حيث تكون المنافسة بين الذكور أقل حدة.
تلد الأنثى عادة صغيرا واحدا بعد فترة حمل تستمر حوالي 9 إلى 12 شهرا. تتميز العديد من أنواع الفقمة بظاهرة الانغراس المتأخر، حيث يتم تخصيب البويضة بعد التزاوج بفترة قصيرة، ولكن الجنين لا ينغرس في جدار الرحم ولا يبدأ في النمو إلا بعد عدة أشهر، مما يسمح بمزامنة الولادة مع الوقت المناسب من العام (عادة الربيع أو الصيف). تتم الولادة عادة على اليابسة أو الجليد.
تعتني الأم بصغيرها بشكل مكثف خلال فترة الرضاعة. حليب الفقمة غني جدا بالدهون (قد يصل إلى 50 أو 60% دهون)، مما يسمح للصغار بالنمو بسرعة مذهلة ومضاعفة وزنها في فترة قصيرة جدا. تختلف مدة الرضاعة بشكل هائل: بعض الأنواع (مثل فقمة القيثارة ذات القلنسوة) ترضع صغارها لبضعة أيام فقط، بينما تستمر أنواع أخرى (مثل معظم فقمات الأذن) في إرضاع صغارها لعدة أشهر أو حتى أكثر من عام. بعد الفطام، غالبا ما تترك الأم صغيرها ليعتمد على نفسه.
يختلف متوسط عمر الفقمة في البرية بشكل كبير حسب النوع، ويتراوح عادة بين 15 و 35 عاما. الإناث تعيش عموما لفترة أطول من الذكور. تواجه الصغار معدلات وفيات عالية في السنة الأولى. في الأسر، يمكن لبعض أنواع الفقمات أن تعيش لفترة أطول، وقد تصل إلى 40 عاما أو أكثر في بعض الحالات، ولكن العديد من الأنواع لا تتكيف جيدا مع حياة الأسر.
أشهر أنواع الفقمة:
تضم رتبة زعنفيات الأقدام (Pinnipedia) حوالي 33 نوعا حيا تنقسم إلى ثلاث عائلات رئيسية. يوجد تنوع كبير في الحجم والشكل والموطن ضمن هذه المجموعة. فيما يلي بعض أشهر أنواع الفقمة:
الفقمات الحقيقية (Phocidae - عديمة الأذن):
- فقمة المرفأ (Harbor Seal): واحدة من أكثر الفقمات انتشارا في المياه الساحلية المعتدلة والباردة في نصف الكرة الشمالي. حجمها متوسط ولونها متنوع (رمادي، بني، مرقط).
- الفقمة الرمادية (Grey Seal): أكبر حجما من فقمة المرفأ، وتوجد على جانبي المحيط الأطلسي الشمالي. يتميز الذكر بخطمه الطويل المقوس.
- فقمة القيثارة (Harp Seal): توجد في المحيط المتجمد الشمالي والشمال الأطلسي. تشتهر بصغارها ذات الفراء الأبيض الناصع وهجراتها الموسمية الطويلة.
- فقمة الفيل الشمالية وفقمة الفيل الجنوبية: أكبر أنواع الفقمات، يتميز الذكور بحجمها الهائل وخطمها الكبير المتدلي الذي يشبه خرطوم الفيل. توجد في المحيط الهادئ الشمالي والمحيط الجنوبي على التوالي.
- الفقمة النمرية (Leopard Seal): مفترس رئيسي في القطب الجنوبي، يتميز برأسه الكبير الشبيه بالزواحف وجسمه المرقط. يتغذى على الكريل والبطاريق والفقمات الأخرى.
- فقمة ودل (Weddell Seal): تعيش في أقصى جنوب القارة القطبية الجنوبية، وتشتهر بقدرتها على الغوص العميق والبقاء تحت الجليد لفترات طويلة باستخدام فتحات التنفس.
- فقمة آكلة السرطان (Crabeater Seal): النوع الأكثر وفرة من الفقمات في العالم، يوجد في القطب الجنوبي ويتغذى بشكل أساسي على الكريل باستخدام أسنانه المتخصصة.
- فقمة الراهب المتوسطية وفقمة الراهب الهاوايئية: نوعان نادران ومهددان بالانقراض بشدة، يعيشان في المياه الدافئة نسبيا (البحر الأبيض المتوسط وشمال غرب أفريقيا، وهاواي).
فقمات الأذن (Otariidae - أسود البحر وفقمات الفراء):
- أسد البحر الكاليفورني (California Sea Lion): يوجد على الساحل الغربي لأمريكا الشمالية، ويشتهر بذكائه وقدرته على التوازن (غالبا ما يُرى في عروض السيرك وأحواض السمك).
- فقمة الفراء الشمالية (Northern Fur Seal): توجد في شمال المحيط الهادئ، وتتميز بفرائها الكثيف جدا الذي كان سببا في صيدها الجائر تاريخيا.
ملحوظة: يمثل هذا التنوع الكبير في أنواع الفقمات تكيفات مختلفة مع بيئات بحرية متنوعة، من الجليد القطبي إلى الشواطئ الاستوائية، ويعكس تاريخا تطوريا غنيا لهذه الثدييات البحرية المذهلة.
المخاطر والتهديدات التي تواجه الفقمة:
واجهت الفقمة عبر التاريخ ضغوطا هائلة بسبب الصيد التجاري، مما أدى إلى انقراض بعض الأنواع ودفع أنواع أخرى إلى حافة الانقراض. على الرغم من أن الصيد التجاري المكثف قد تراجع في العديد من الأنواع بفضل اتفاقيات الحماية الدولية، إلا أن الفقمة لا تزال تواجه مجموعة من التهديدات الحديثة والمتزايدة.
- تغير المناخ وفقدان الجليد البحري: يعتبر هذا التهديد الأكبر للعديد من أنواع الفقمات التي تعتمد على الجليد البحري في المناطق القطبية وشبه القطبية (مثل فقمة الحلقية، فقمة القيثارة، فقمة ودل، الفظ). ذوبان الجليد يقلل من المنصات المتاحة للراحة والولادة وتربية الصغار والانسلاخ، ويؤثر على توفر فرائسها التي تعتمد أيضا على الجليد.
- التشابك في معدات الصيد (الصيد العرضي): تعلق أعداد كبيرة من الفقمات وتموت سنويا في شباك الصيد وغيرها من المعدات المخصصة لصيد الأسماك أو القشريات. هذا التهديد يؤثر على العديد من الأنواع حول العالم.
- المنافسة مع مصايد الأسماك: الصيد الجائر للأسماك والحبار والقشريات التي تشكل الغذاء الرئيسي للفقمة يمكن أن يقلل من توفر الغذاء لها، مما يؤثر على صحتها وقدرتها على التكاثر والبقاء على قيد الحياة.
- التلوث البحري: تتعرض الفقمة للملوثات الكيميائية (مثل المبيدات الحشرية، والمعادن الثقيلة، ومركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور) التي تتراكم في أنسجتها الدهنية عبر السلسلة الغذائية، مما قد يضعف جهازها المناعي ويؤثر على تكاثرها. التلوث البلاستيكي يمكن أن يسبب التشابك أو الابتلاع. التلوث الضوضائي تحت الماء (من السفن والمسوحات السيزمية) قد يؤثر على تواصلها وسلوكها.
- فقدان وتدهور الموائل الساحلية: يؤدي التوسع الحضاري والتنمية الساحلية والسياحة غير المنظمة إلى تدمير واضطراب مواقع خروج الفقمة للراحة والتكاثر على الشواطئ والصخور، مما يجبر بعض المجموعات على هجر مواقعها التقليدية.
- الأمراض والأوبئة: يمكن أن تنتشر الأمراض الفيروسية أو البكتيرية بسرعة في المستعمرات الكثيفة للفقمة وتسبب نفوقا جماعيا، خاصة إذا كانت الحيوانات ضعيفة بسبب نقص الغذاء أو التلوث.
- الصيد المباشر: لا تزال بعض عمليات الصيد التجاري أو التقليدي المحدودة أو المثيرة للجدل تحدث لبعض أنواع الفقمة (مثل فقمة القيثارة في كندا). الصيد غير القانوني قد يستمر في بعض المناطق.
- الاضطراب البشري: اقتراب البشر أو القوارب أو الطائرات من مواقع تجمع الفقمة يمكن أن يسبب لها الإزعاج والهلع، ويؤدي إلى هجر الأمهات لصغارها أو التدافع الذي يسبب إصابات.
ملحوظة: تتطلب معالجة هذه التهديدات المعقدة جهودا متكاملة تشمل الحفاظ على البيئة البحرية، والإدارة المستدامة للموارد، والتخفيف من آثار تغير المناخ، وزيادة الوعي بأهمية حماية هذه الثدييات البحرية.
هل الفقمة مهددة بالانقراض؟
يعتمد وضع الحفاظ على الفقمة بشكل كبير على النوع المحدد. بعض الأنواع، مثل فقمة آكلة السرطان في القطب الجنوبي أو فقمة المرفأ في بعض المناطق، أعدادها وفيرة وتصنف حاليا على أنها (أقل قلق) من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN). ومع ذلك، هناك أنواع أخرى تواجه خطرا شديدا. ففقمة الراهب المتوسطية وفقمة الراهب الهاوايئية مصنفتان على أنهما (مهددتان بالانقراض بشدة). الفقمة القزوينية مصنفة كمهددة بالانقراض. العديد من الأنواع الأخرى تواجه انخفاضا في الأعداد أو تصنف كمعرضة للخطر أو قريبة من التهديد بسبب التهديدات المستمرة.
طرق الحماية والمحافظة على الفقمة:
تعتبر حماية الفقمة والحفاظ على مجموعاتها المتنوعة أمرا بالغ الأهمية لصحة النظم البيئية البحرية. تتطلب هذه الجهود مجموعة من الإجراءات القانونية والعلمية والمجتمعية.
- إنشاء وإدارة المناطق البحرية المحمية (MPAs): تحديد وحماية المناطق البحرية الهامة التي تستخدمها الفقمة للتغذية والتكاثر والراحة. يجب أن تشمل هذه المناطق قيودا على الأنشطة البشرية الضارة مثل الصيد والتلوث والاضطراب.
- تنظيم وتقليل الصيد العرضي: تطوير وتطبيق استخدام أدوات صيد أكثر انتقائية تقلل من احتمال وقوع الفقمة في الشباك. تطبيق تعديلات على معدات الصيد (مثل أجهزة طرد صوتية أو فتحات هروب)، وتحديد مناطق أو أوقات يُمنع فيها الصيد لتقليل التفاعل مع الفقمة.
- الإدارة المستدامة لمصايد الأسماك: إدارة مصايد الأسماك التي تستهدف فرائس الفقمة بطريقة تضمن بقاء كميات كافية من الغذاء للفقمة وغيرها من المفترسات البحرية.
- مكافحة التلوث البحري: تقليل ومنع وصول الملوثات الكيميائية والبلاستيكية والضوضائية إلى البيئة البحرية من خلال تحسين معالجة مياه الصرف الصحي والمخلفات الصناعية، وتنظيم الأنشطة البحرية، وزيادة الوعي بمخاطر التلوث.
- الحماية القانونية ومكافحة الصيد الجائر: تطبيق القوانين والاتفاقيات الدولية والمحلية التي تحمي الفقمة من الصيد غير القانوني والاتجار بها. وتعزيز جهود الرقابة البحرية لمكافحة الأنشطة غير المشروعة.
- التخفيف من آثار تغير المناخ: الجهود العالمية لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ضرورية لحماية الموائل الجليدية التي تعتمد عليها العديد من أنواع الفقمة القطبية وشبه القطبية.
- تقليل الاضطراب البشري: وضع إرشادات وقوانين لتنظيم أنشطة السياحة البحرية ومراقبة الحياة البرية لضمان عدم إزعاج الفقمة في مواقع تجمعها، والحفاظ على مسافة آمنة.
- برامج الإنقاذ وإعادة التأهيل: دعم المراكز المتخصصة في إنقاذ وإعادة تأهيل الفقمة المصابة أو المريضة أو التي تقطعت بها السبل، وإعادتها إلى البرية إذا أمكن.
- البحث العلمي والمراقبة: إجراء المزيد من الأبحاث لفهم بيولوجيا الفقمة وتوزيعها وسلوكها وتأثير التهديدات المختلفة عليها، ومراقبة حالة المجموعات السكانية لتقييم فعالية جهود الحفاظ.
ملحوظة: يتطلب الحفاظ الفعال على الفقمة تعاونا دوليا ومحليا والتزاما طويل الأمد بحماية البيئة البحرية ومعالجة التأثيرات البشرية المتزايدة على المحيطات.
الأهمية البيئية والاقتصادية للفقمة:
تلعب الفقمة دورا هاما في توازن النظم البيئية البحرية، ولها أيضا تأثيرات اقتصادية وثقافية، وإن كانت أقل أهمية مقارنة بما كانت عليه في عصر الصيد التجاري المكثف.
الأهمية البيئية:
- مفترس رئيسي: تعمل الفقمة كمفترس مهم في العديد من النظم البيئية البحرية، حيث تساعد في تنظيم أعداد الأسماك والحبار والقشريات، مما يؤثر على بنية الشبكة الغذائية بأكملها.
- مصدر غذاء للمفترسات العليا: تشكل الفقمة نفسها فريسة هامة للمفترسات البحرية الكبرى مثل الحيتان القاتلة (الأوركا)، وأسماك القرش الكبيرة (مثل القرش الأبيض العظيم)، والدببة القطبية (في القطب الشمالي)، مما يدعم هذه الأنواع الأيقونية.
- نقل المغذيات: يمكن أن تساهم الفقمة في نقل المغذيات بين مناطق التغذية في البحر ومناطق الراحة والتكاثر على اليابسة أو الجليد من خلال فضلاتها وجثثها.
- مؤشر على صحة النظام البيئي البحري: يمكن أن تعكس صحة وحجم مجموعات الفقمة الحالة العامة للنظام البيئي البحري، بما في ذلك وفرة فرائسها وجودة المياه وتأثيرات تغير المناخ.
الأهمية الاقتصادية:
- السياحة البيئية ومراقبة الفقمة: أصبحت مشاهدة الفقمة في بيئتها الطبيعية نشاطا سياحيا متزايد الأهمية في العديد من المناطق حول العالم، مما يوفر دخلا للمجتمعات المحلية ويشجع على الحفاظ عليها.
- الصيد التقليدي والمحدود: لا تزال بعض المجتمعات الأصلية في المناطق القطبية الشمالية تعتمد على صيد الفقمة بشكل محدود ومستدام للحصول على الغذاء والمواد الخام كجزء من ثقافتها التقليدية. بعض عمليات الصيد التجارية المحدودة والمنظمة لا تزال قائمة لبعض الأنواع.
- الصراع مع مصايد الأسماك: في بعض المناطق، يُنظر إلى الفقمة على أنها منافس لمصايد الأسماك التجارية، حيث قد تتغذى على نفس أنواع الأسماك أو تتسبب في تلف معدات الصيد، مما يؤدي أحيانا إلى دعوات للسيطرة على أعدادها أو قتلها.
- القيمة التاريخية: تاريخيا، كانت صناعة زيت وفراء الفقمة ذات أهمية اقتصادية كبيرة جدا، ولكنها تراجعت بشكل كبير بسبب الإفراط في الصيد والوعي البيئي وتغيير المواقف العامة.
ملحوظة: تتجه الأهمية الاقتصادية للفقمة حاليا نحو قيمتها الحية (السياحة البيئية) ودورها البيئي، بدلا من قيمتها كمورد مستخرج، مما يعكس تحولا في كيفية تقديرنا لهذه الثدييات البحرية.
معلومات عامة عن الفقمة:
- فقمة الفيل يمكن أن تحبس أنفاسها تحت الماء لمدة تصل إلى ساعتين.
- تم تسجيل غوص فقمة الفيل لأعماق تتجاوز 1500 متر بحثا عن الطعام.
- حليب الفقمة يحتوي على نسبة دهون تصل إلى 60%، وهو من أغنى أنواع الحليب في مملكة الحيوان.
- بسبب الحليب الدسم، يمكن لصغار بعض أنواع الفقمات أن تزيد وزنها عدة كيلوجرامات في اليوم الواحد.
- تتحرك على اليابسة بالتموج مثل اليرقة لأن زعانفها الخلفية تتجه للخلف دائما.
- عند النوم في الماء، يمكن للفقمة إبقاء نصف دماغها مستيقظا لمراقبة المفترسات أو الصعود للتنفس.
- بعض الأنواع، مثل فقمة الفيل، يمكنها النوم أثناء الغوص العميق.
- تفرز عيونها دموعا زيتية للحماية والترطيب، مما قد يجعلها تبدو وكأنها تبكي.
- تتخلص من فرائها القديم وتنمو فراءً جديدا كل عام في عملية تسمى الانسلاخ، وقد تبقى على اليابسة لفترة خلال هذه العملية.
- تنتمي زعنفيات الأقدام إلى مجموعة الثدييات آكلات اللحوم، وتعتبر الدببة والكلبيات والراكونيات أقرب أقربائها.
- جلدها، خاصة عند الانسلاخ، يمكن أن يصاب بحروق إذا بقيت خارج الماء لفترة طويلة في الشمس.
- قبل اكتشاف البترول، كان زيت الفقمة والحيتان مصدرا رئيسيا للإضاءة والتشحيم.
- تعتبر الفقمة جزءا أساسيا من الحياة والثقافة التقليدية للشعوب الأصلية في القطب الشمالي.
خاتمة: في ختام هذه الإطلالة على حياة الفقمة، نكتشف أنها كائنات بحرية رائعة تجسد التكيف المذهل مع بيئة تتطلب القوة والمرونة والقدرة على التحمل. من غوصها العميق وقدرتها على حبس أنفاسها، إلى رعايتها لصغارها في ظروف قاسية، ودورها الحيوي في الشبكات الغذائية البحرية، تقدم لنا الفقمة دروسا في البقاء والجمال الطبيعي. إن التحديات التي تواجهها اليوم، وخاصة بسبب تغير المناخ والأنشطة البشرية، تذكرنا بمسؤوليتنا المشتركة تجاه حماية هذه الكائنات الفريدة والحفاظ على صحة محيطاتنا التي هي موطنها.
المصادر:
المصدر الأول: هنا
المصدر الثاني: هنا